Popular Posts

Friday, August 29, 2008

هى دى مصر يا بهية.....3

إزيكم يا جماعة عاملين إيه؟ إيه أخباركم؟ يا رب تكونوا كلكم بخير يا رب وزى الفل وحياتكم سعيدة وعايشين مرتاحين نفسيا لأن الراحة النفسية أهم من الراحة الجسدية و الروحية أهم من المادية، المهم إحنا اتكلمنا المرة اللى فاتت و اللى قابليها عن الطبقة العليا واللى بتعمله وأثر دا على المجتمع المصرى وحال الغلابة سواء كانوا شباب والفقراء كلهم سواء كانوا فى عشوائيات أو لأ، طب أن المرة دى هقسم الموضوع قسمين أول قسم هتكلم عن وصف مكان العشوائيات و المكان اللى بيعيش فيه ناس محدش شايفهم ولا حاسس بيهم، وبيموتوا كل يوم ولا حد شايفهم خالص و كأنهم حبة دبان وحيوانات تترمى فى النيل وتعفن، حتى ملهمش حتة يتاوو فيها أما يموت، فى ظلم وقهر و طغيان أكترمن كده، أما القسم التانى فهتكلم عن حال الناس دول لأنى شوفت منهم ناس واتكلمت معاهم وحسيت بيهم، أما سؤالك يا حنظلة هرد عليه المدونة اللى جاية وأنا بتكلم على إيه اللى نقدر نعمله وإيه اللى الإحساس الطبيعى وإيه اللى مش طبيعى ودا مجرد رأى وكل دى آراء الحقيقة المجردة هى المكان وحال الناس أما التحليل فدا رأى قابل للرفض قبل التعديل أو القبول.
كان السنة دى عندنا مادة فى ثالثة سياسة اسمها " الاجتماع السياسى" و دى مادة بتتكلم عن الظواهر السياسية والاجتماعاية وعلاقتهم الاتنين ببعض وإزاى إن الاتنين بيأثروا على بعض، بصرارحة مادة كانت جميلة والمادة دى بالدكاترة اللى كانوا بيدوها عملت تحول كبير فى طريقة التفكير، كان من ضمن المنهج اللى كنا هنتكلم فيه أثناء الترم كانت حاجة اسمها " ثقافة الفقر" و علاقة ثقافة الفقر بالإنسان، والمجتمع والظاهرة السياسية والسياسات التى تنتهجها الحكومة، المهم فكانت الدكتورة من النوع اللى هو بتحب تطبق على ثقافة الفقر دى و فعلا طبقنا نظرى وعملى، بس العملى هو اللى كان مفيد جدا جدا جدا، ليه بقى؟ لأن العملى بتاعنا هو إن إحنا ننزل عشاوائيات وندرس ثقافة الفقر هناك ونشوف الناس تفكيرها عامل إزاى و حياتها و مشاكلها و أحوالها المادية والمعنوية والنفسية، المهم كانوا المنطقتين اللى نزلتهم مع زمايلى، الاتنين كانوا بيتمتعوا بعزلة عن الحياة غير طبيعية لدرجة إن بعض اللى عايشين بيطلق على العالم التانى البر التانى المجهول بالنسبة لهم تماما، واللى هما متأكدين إنهم فى عالم و البر التانى دا فى عامل تانى خالص، البيوت من طوب بدائى جدا، وفى منها بيوت مبنية من الصفيح و البيوت تلاقيها كلها مهددة أو بمعنى أدق آيلة للسقوط فى أى لحظة، المكان غير صالح للستهلاك الآدمى الإنسانى الطبيعى البسيط، المية ملوثة، أغلب السكان يعانون من مرض الفشل الكلوى نتيجة لشرب المية الملوث، دى كمان المناطق دى فى حتت نائية جدا استحالة أى حد يعرف يوصلها إلا اللى عارف سكتها كويس و حافظها، فبالتالى ليست مرئية للناس والإعلام متكتم عليها والناس هناك تموت تتحرق تولع مش مشكلة.
أما حال الناس حدث ولا حرج الناس مش تعبانة ولا بس حالتها المادية صعبة دى ناس ميتة، ناس مش عايشة ناس بقت أكبر أحلامها إنها تموت عشان ما تتعذبش، أكبر أحلامها إنها تموت بس تكون اتكلمت عن نفسها وقالت الحقيقة اذا كنا اتكلمنا عن العشوائية الارستقراطية، فأدينا أهو بنتكلم عن العشوائية الفقيرة اللى عايشين فيها تحت خط الفقر، لأ ومش بس كده فى منهم اللى سنه كبير ومش لاقى حد يسأل عليه ولا يسهر على راحته وتعبه، لا وإيه كان أحد المناطق دى اسمها جزيرة وراق الحضر ودى أرضها الحكومة عايزة تستولى عليها بدون أى وجه حق وعايزة تاخدها استثمار . إيه الظلم والقهر دا؟ فين ظلم أكتر من كده؟ أكتر من إن الناس دى مالهاش حد يسأل عليها ولا يراعيها أبدا ولا يسأل فيها ولما يحبوا يتعالجوا يروحوا لمستوصف تعبان كده وهو دوا واحد لكل الأمراض، لا وإيه أما كان محافظ الجيزة السابق راح يزور المنطقة قامت الحكومة خفت اهل الجزيرة الحقيقين وحطوا حبة عيال ملبسينهم كويس عشان خاطر ياعينى الراجل جاى يتفقد المنطقة عشان استثمار سياحى، بقى السياح أهم من الإنسانن طب ما دا إنسان ودا إنسان برضه إيه الفرق عايز فلوس طب ما إنت اللى قاضى ع الناس دى تماما ومعيشهم عيشة ضنك.
نفسيا بقى الناس دى بالوصف اللى أنا وصفته متدمرة وميتة واتقتلت من جواها كل حاجة حلوة وجميلة ممكن تبقى موجودة جوة أى إنسان طبيعى فى الدنيا الطبيعية.
سألت أنا نفسى سؤال الناس اللى أنا شوفتها دول ضحايا ولا بلطجية زى ما الإعلام بيصور والحكومة سيان، طبعا اللى المنظر اللى أنا شوفته والحاجات اللى حاسيتها دى يتقول إن الناس ضحايا، ضحايا سياسات حكومة وثقافة مجتمع وفجوة فى الطبقات غير طبيعية واللى أنا متخيل إن الفروق دى مش طبيعية وإن اللى بيحصل دا معلش "هذى اجتماعى" لأنى متصور المجتمع السليم هو اللى تبقى الطبقات فيه متقاربة جدا من بعضها تسمح باختلاطهم وغير كده الطبقة المتوسطة اللى عصب والعمود الفقرى لأى مجتمع ودولة متقدمة وعايزة تبقى أحسن، والطبقة المتوسطة هى اللى بتبقى قلبها ع البلد وبتشتغل عشانها ويقولك هو مفيش انتماء لأى حاجة فى اللبد ليه، وفرصة بقى نقول موضوع حريق مجلس الشورى وإزاى الناس شمتت ومكانش فيه احساس بإن البلد تتحرق يضر البلد نفسها مش الحكومة بس، بس دا الرد الفعل الطبيعى لسياسات وحال مجتمع بالشكل دا، أنا شخصيا شمت بس مش فى المبنى، دا الرد الفعل الطيبعى لأخطاء مجتمع وأفراد وسياسات حكومة.
طب مفيش حل؟ مفيش مخرج؟ والله هو فيه بس بقى التدوينة الجاية بس دا ما يمنعش إن الثورة احتمالها كبير جدا وربنا يستر. مستنى تعليقاتكم اللى بيتضيفلى كتير شكرا.